الحب من أول لمسة

قصة قصيرة:
---------------
الحب من أول لمسة:
============
   قرر يوسف أن يظل قلبه بكرا لأول فتاة تحبه وفي المقابل كان لا يقبل إلا أن  يكون قلب فتاته  بكرا حتى تلقاه.
   عندما قال له أحد الأقارب يوجد فتاة يمكن لك أن تتقدم لخطبتها لم يعيره إهتماما ربما لأنه لا يريد الذهاب إلى أسرة لا يعرفها وفتاة لم يراها من قبل، ولكن أثناء حضورة  إحدى الأفراح همس في أذنه  أن يذهب ليرى العروسة فلم يتردد في ذلك ربما هربا من صالة الأفراح الصاخبة وأغانيها الركيكة. 
  لم تكن العروسة وأهلها يعرفون موعد الزيارة، ضرب جرس الشقة خرج رجل تجاوز الستين من العمر في منتهى الطيبة والاحترام يبدو عليه الوسامة والوقار ليجلس بجانب الضيفين ثم يدخل لكي يكلم زوجته وإبنته عن وجود العريس. 
   خرجت والدة العروسة رغم أن سنها قد تجاوز الستين إلا أنها كانت في منتهى الجمال والشياكة، ويبدو عليها أنها شخصية قوية و من عائلة عريقة. 
  كان تفكير يوسف من تكون هذه العروسة من خلال نظرته لعلم الوراثة أكثر من اهتمامه بموضوع الزواج نفسه، وتخيل أن تكون العروسة في منتهى الجمال والطيبة.
   خرجت العروسة من الحجرة المقابلة للصالة، تبارك الله فيما خلق، سقط علم الوراثة سقوطا زريعا، كان يتوقع أن تكون فاتنة ولكن من المستحيل أن تكون بهذه الروعة، لم تكن فتاة طبيعية إنها أقرب للملائكة من البشر جمال طبيعي ليس له مثيل وجمال روحي يسحر القلوب.، عندما سلمت العروسة على يوسف أدرك أنها وافقت عليه من أول لمسة.
   نظر يوسف إلى الفتاة الساحرة نظرة خاطفة وقد جالت الأفكار في خاطره، لا أريد فتاة بهذا الجمال، إن سرت معها في الشارع لن أتحمل نظرات العيون إليها كيف أنسحب بهدؤ دون أن أجرح مشاعرها؟، لن أفتح قلبي لها رغم أنني أحس بارتياح نحوها، وتصادمت الأفكار عندما أحس بأن قلبها البكر قد تحرك وإنها أحبته من أول لمسة و إن فعل ذلك سيكون قد غدر بها وقرر أن يفوض إرادة الله الاختيار. 
  أبدت الفتاة الساحرة موافقتها دون قيد أو شرط وقالت بكل صراحة للعريس: أنت الشخص الذي كنت أتمناه، فقرر يوسف أن يفتح قلبه لفتاته ليس لجمالها الساحر الذي كان نقطة سلبية في الاختيار ولكن لجمالها الروحي الذي خطف قلبه و الذي أحس به من أول وهلة. 
  تزوج يوسف من محبوبته الساحرة وتبين له أن أكثر شئ أعجبها فيه أنها أحست أنه لم يكن ينظر لجمالها على الإطلاق وأنه أحبها لروحها وشخصيتها، كما تبين له أنها أحبته من أول لمسة كما كان يعتقد حيث أحست عندما تقدم للسلام عليها كأن قوة روحية تسري في كيانها وأنه الاختيار الإلهي حسب ما كانت تطلبه في صلاتها.

                  ملاك حنا رزق