محتوى بالعربي

أبو فراس وسيف الدولة

أبو فراس وسيف الدولة

------- (أبو فراس وسيف الدولة) ---------

 

كان سيف الدولة الحمداني يحكم حلب، فأعطى لأبي فراس ابن عمه قيادة عسكر الثغور الحلبية، فوقع في أسر الروم في إحدى المعارك، وكان ظنه أن ابن عمه سيف الدولة لن يتأخر في فك أسره بالفداء، لكن سيف الدولة أبطأ عنه وتجاهله، فبعث إليه أبو فراس من محبسه قصيدة يعاتبه فيها ويذكره بمحبته له، فأرسل سيف الدولة الفدية إلى الروم، وأطلق أبي فراس من الأسر.

 

وصلت تلك القصيدة إلى عامة الناس، وأنتقد بعضهم أبي فراس للبيت الذي يقول فيه "فليتك تحلو والحياة مريرة ** وليتك ترضى والأنام غضاب" بدعوى أن معنى البيت: (ليتك تحلو معي في تعاملك، ولا أبالي بعدها حتى لو كانت الحياة كلها مريرة، وليتك ترضى، ولو غضب علي بعدها كل الناس لا يهمني ) لكن جُل الفقهاء - وليس كلهم - منذ ذلك العهد حتى اليوم لم يروا في ذلك القول من بأس.

 

ومما قال أبو فراس لسيف الدولة في قصيدته تلك:

 

تَمُرُّ اللَيالي لَيسَ لِلنَفعِ مَوضِعٌ

 

                        لَدَيَّ وَلا لِلمُعتَفينَ جَنابُ

 

أََتُبطئ عَنّي وَالمَنايا سَريعَةٌ

 

                      وَلِلمَوتِ ظُفرٌ قَد أَطَلَّ وَنابُ

 

وَما زِلتُ أَرضى بِالقَليلِ مَحَبَّةً

 

                     لَدَيكَ إذا دونَ الكَثيرِ حِجابُ

 

وَأَطلُبُ إِبقاءً عَلى الوُدِّ ترضَهُ

 

                  وَذِكري مُنىً في وُدنَا وَعٍتَاب

 

وَقَد كُنتُ أَخشى الهَجرَ وَالشَملُ جامِعٌ

 

                      وَفي كُلِّ يَومٍ لَفتَةٌ وَخِطابُ

 

فَكَيفَ وَفيما بَينَنا قَطعُ وَاصِلٍ

 

               وَلِلبَحرِ حَولي زَخرَةٌ وَعُبابُ

 

أَمِن بَعدِ بَذلِ الروح مهما جَرى لَهَا

 

                أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حينَ أُثابُ

 

فلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ

 

              وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ

 

ويا لَيتَ شُربي في وِدادِكَ صافِياً

 

          وشُربِيَ من مَاء الفُراتِ سَرابُ

 

وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ

 

             وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ

 

تمت..

او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
محتوى بالعربي

هذا المحتوى ملك للمسؤول
arab-blog.com موقع

© arab-blog.com. كل الحقوق تعود الى محتوى بالعربي. صمم ل محتوى بالعربي