محتوى بالعربي

قصتي مع هوس الكتابة

محتوى بالعربي

البداية 

كنت طفلا انطوائياً لا أحب الألعاب الجماعية كـ كرة القدم وألعاب الشارع، كنت اهوي اللعب بمفردي والبحث عن المرج بمفردي والوصول إلى النشوة الطفولية أيضاً بمفردي.. وهذا بدأته بحب القراءة وكحال أي طفل يبدأ القراءة بالمجلات الرسومية كـ مجلات ميكي والبلبل الطائر وماجد والطفل العربي وغيرها من المجلات التي رسخت بداخلي هوس فن القصة، ورسم الشخصيات وصياغة الحوار.. حيث كنت أدخر مصروفي كاملاً وابتاع المجلات أسبوعياً حتى أصبح لدي مكتبة كاملة من المجلات أنخرط في قراءتها كل ليلة خاصة قبل النوم.. قبل أن يجتثهم أخي الصغير فيما بعد أرباً أرباً ويتركني في حالة من الحسرة والندم على تركهم له.

التأثر 

أدركت أن قراءة هذه المجلات لا تكفي، أنا أحتاج إلى ثُقل موهبة القراءة بموهبة أخرى.. لم أبحث عنها كثيراً وهي موهبة الكتابة حتى أنني رغم صغر سني فلم اتخطى العاشرة آنذاك، قررت أن أصنع مجلتي الخاصة و المُعضلة كانت في كرهي للرسم، كان فقط يُحركني شغف كتابة القصة التي لا أتذكر حتى اسمها أو أحداثها الآن.. ولكن ما أتذكره جيداً أنني كنت أغرد  كـ ببغاء " الدرة " أو كما يُسمي بموطنه الأصلي في استراليا " طائر الحب ".

التطور 

تطور الأمر معي بعد أن وصلت لسن البلوغ وأصبحت استسيغ المجلات بقدراً أقل فـ أقل حتى انصرفت عنها وعن شراؤها، وهنا أدركت أن ظمأي لفن القصة لا يبرده القصص الرسومية.. احتاج إلى ما هو أقوى وأكثر تميز وهنا بدأت رحلتي مع روايات "ملف المستقبل " لـ كاتبها دكتور نبيل فاروق رحمة الله عليه، وانهلت في قراءة الكثير منها حتى أني أصبت بنفس درجة التأثر التي مرضت بها بسن العاشرة وقررت كتابة أول رواية فانتازيا لم يقرأها أحد غيري.. ولسخرية القدر أيضاً لا أتذكر عنها شيئاً. 

المشكلة 

المشكلة لم تكن في الإهمال أو قلة الشغف بل عدم وجود توجيه داعم لي وأنا في سن لا أفهم ميولي ورغباتي بشكل عقلاني، كنت وحيداً بين خواطري و أشعاري و قصاصاتي الفكرية، حتى بعد نضجي فكرياً وعمرياً سعيت أن أمتهن مهنة الكتابة ولكني وجدت المجتمع ساخراً ينتقدني بفظاظة كأني أبحث عن مهنة مُحرمة أو وظيفة فاضحة.. ولكن لا أحد يعلم سواى أنا وأنت يا قارئ هذه القصاصة أني لا أريد سوى أن ترى كتابتي النور.. أن تتحرر كلماتي من أسر الدفاتر الورقية والملفات الحاسوبية لتواجه الإطراء والنقد البناء، التقريظ والتحليل، والتصفيق والترحيب، فأنا كاتب ولست سجان للكلمات.

العلاج

 

قررت أن أكون الداعم لنفسي وأن أكتب بلا توقف أو هوادة، وأن أطبق مسامع أذناي عن نصائح المِذعان من الإبل والناس تجاه الواقع الميئوس، والمُزعجين لمن يريد الانعتاق من أصفاد هذا الواقع ويهرول نحو عالمه الخاص، فـ قررت أن أبني عالمي الخاص من خلال كتاباتي، وبالفعل انتهيت من كتابة روايتي الأولى (طورهوبار) وديوان شعر بالعامية (الحلبنتيشي) وقمت بنشرهما، واعكف الآن على كتابة رواية جديدة، وما أريد أن أقدمه لك عزيزي القارئ بعد انتهائك من قراءة كلماتي أن تسمو بنفسك لمكانة الخصوصية الكامنة بوجدانك.. أي اترك العنان لحلمك يطير وطر معه ولا تنتظر أن يعلن لك أحد إشارة البدء بالماراثون الخاص بمستقبلك.

او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
محتوى بالعربي

هذا المحتوى ملك للمسؤول
arab-blog.com موقع

© arab-blog.com. كل الحقوق تعود الى محتوى بالعربي. صمم ل محتوى بالعربي