محتوى بالعربي

رواية جثة ماسة ٢

رواية جثة ماسة ٢

رواية جثة ماسة الحلقه الثانيه 

وفضلنا كده لحد ما جه يوم قلب حياتنا. وده لما بدأت الاحظ ان ماسة بقت اتأخر كل يوم زيادة عن اللزوم

ده غير عصبيتها اللي بقت مبالغ فيها ولسانها السليط. ولما حاولت اقرب منها واسألها عن تأخيرها كانت دايما بترد علي وتقول لي والله انا كليتي فيها شغل كتير جدا واظن انتي عارفة كده كويس

ايوة انا عارفة كده كويس ولكن انا اعرف ان التأخير ده مش ممكن يتجاوز الساعة تسعة بعد المغرب. لأ عادي عادي جدا كمان واتعودي على التأخير ده من هنا ورايح. ما هو انا مش هبقى مخنوقة من الكلية وانت تيجي كمان تنكدي علي اكتر واكتر. دي بقت عيشة تخنق بصراحة

قالت كلامها دا وسابتني ودخلت اوضتها كنت واقفة مصدومة من اللي عملته مش عارفة اتكلم او حتى اعمل اي حاجة. كل اللي عملته ان انا دخلت اوضتي مسكت التليفون وبدأت اتشات مع ماما

حكت لها عن كل تصرفات ماسة في الفترة الاخيرة. وكالعادة قالت لي ان هي صغيرة وان انا لازم احتويها واصاحبها وابطل اسلوبي ده معها. الحقيقة ان انا كنت مفكرة ان ماما هتكلمها وتنصحها بهدوء لكن

للاسف كل اللي عملته هو انها قالت لي استحملها واحتويها كمان ولو كانت ماسة حرقت دمي قيراط فكلام ماما ده حرق دمي اربعة وعشرين قيراط. فضلت افكر كتير في الليلة دي وفي الاخر استقريت على اني لازم اراقب ماسة

 

لازم اعرف هي بتروح فين وبتعمل ايه. اصل مستحيل حد يتأخر كل ده في الكلية. ده انا في كلية الطب عمري ما اتأخرت بالشكل ده. انا حاسة ان في حاجة بتحصل. وفعلا اللي حسبته ولقيتة

انا لاحزت ان ماسة بعد ما بتخلص محاضراتها على الساعة تلاتة العصر وبعدها بتفضل قاعدة في الكافتيريا بتاعة الجامعة حوالي ساعتين. بعد كده بتخرج مع اصحابها ويروحوا اي كافيه تاني علشان يكملوا باقي اليوم

ما كنتش فاهمة هي ليه بتعمل كده وبعدين هي ازاي ماسة تقعد مع ناس بالشكل ده? الناس اللي هي قاعدة معهم دول مش شكلها ابدا. يعني كلامهم واسلوبهم وشكلهم حتى لبسهم. دول ناس تحسهم بيتعاطوا حاجة

يكونوا طبيعيين. اشكالهم غريبة وتصرفاتهم اغرب. والمصيبة بقى انهم كانوا بيشربوا سجاير وماسة كمان كانت بتشرب معهم. وقتها اتصدمت. انا عمري ما كان يخطر في بالي ان الناس هتعمل كدة

فرجعت البيت وانا عقلي مش مستوعب اللي بيحصل. ما كنتش قادرة اصدق ان اختي بتكزب علي وانها مصاحبة شلة بنات وولاد بالشكل ده. لأ وكمان بيشربوا سجاير. ومن الواضح انها مش اول مرة

الطريقة اللي كانت ماسكة بها السيجارة وبتشرب يعني كانت بتدل على انها مش اول مرة. واضح كده انها بتشرب بقى لها فترة وده ده كان هيجنني. ما كنتش عارفة اعمل ايه ولا اتصرف ازاي انا. انا برضو ما اقدرش اواجهها وهي قاعدة مع اصحابها. وفي نفس الوقت ما كنتش عاوزة تحصل لها مشاكل يعني

ما بينا على الاقل تحصل مشاكل اكتر من اللي احنا فيه ده. وما كنتش عارف اعمل ايه. تفكيري كان هيقتلني في الوقت ده. ما انا لو قلت لماما وبابا حاجة زي دي ما حدش فيهم هيصدقني اصلا

ولو صدقوني ممكن يجرى لهم حاجة وعلشان كده انا قررت ان انا اتكلم معها بهدوء. ولو انكرت انا هقول لانكل هشام بقى وهو يتصرف معها. دخلت اوضتي غيرت هدومي واتوضيت وصليت. دخلت المطبخ عملت لي كوباية نسكافيه وفضلت قاعدة من

 

الهانم اللي اتأخرت في اليوم ده زيادة عن اللزوم. ولما كنت بتصل عليها كانت بتكنسل عليا وبتقفل تليفونها. مش عارفة ليه بقى في الوقت ده تحديدا لبيت النداء اللي جوايا باني ادخل اوضتها وافتش فيها

انا عمري في حياتي ما عملت كده لكن هي اضطرتني بتصرفاتها اني اعمل. دخلت الاوضة وقلبت حالها كده كنت بادور على اي حاجة بقى تسبت ان ان اللي انا شفته ده كان مجرد وهم او مجرد سوء ظن مني

وان هي عملت كده مسلا غصب عنها او حاجة والموضوع كان عابر. ولكن المصيبة بقى ان انا لقيت خمس علب سجاير في دولاب الهانم. كانت مخبياهم تحت الهدوم علشان ما اخدش بالي منهم. اتجمدت في مكاني من شدة الصدمة

ومخي كان عاجز تماما عن التفكير. في اللحظة دي كل الشكوك اللي كانت جوايا واللي كنت بحاول بشتى الطرق انها يعني اقنع عقلي بقى انها مش صح وانها كانت مجرد وهم اتحولت لحقيقة

وضعت تفكيري صوت باب الشقة وهو بيتقفل. بعدها بلحزات دخلت ماسة اوضتها واول ما شافتني اتسمرت مكانها. قربت منها ايه ده? ايه اللي انا لقيته عندك في الدولاب دة

اخدت علب السجاير بسرعة من ايدي وهي بتقول لي وانت ما لك؟ هو انت بتفتشي ورايا ولا ايه ؟ مسكتها من دراعها وانا باصرخ في وشها. وانت كمان لك عين! اما انك بجحة في صحيح. انا سألتك سؤال وعاوزاك تردي علي حالا

علب السجاير دي بتعمل ايه في دولابك? وانت ما لك? هو انت ولية امري وانا ما اعرفش ولا ايه? ايوة انا ولية امرك يا ماسة ولية امرك لحد ما بابا وماما يرجعوا من السفر

انا مسئولة عنك وعن تصرفاتك كمان. ودلوقتي اقدر اعرف بقى علب السجاير دي بتعمل ايه عندك في الدولاب? بصيت لي بتحدي ورمت علب السجاير على السرير وحطت ايديها في وسطها كده ووقفت وقفة غريبة

 

وقالت لي السجاير دي بتاعتي يا مسك. عندك مانع? يعني ايه بتاعتك? وانت من امتى وانت بتشربي سجاير? انا مش فاهمة ليه كل الاوفر ده? انا ما عملتش حاجة غلط. ما كل البنات بتشرب سجاير عادي

انا ما اعرفش انت ازاي دكتورة وتفكيرك سطحي بالشكل ده. المفروض تبقي اوبن مايند اكتر من كده يا هانم. سيبي الرجعية والتخلف ده لحد تاني مش متعلم. كلامها كان مستفز لا بعد الحدود. كنت عاوز اضربها ميت قلم على وشها

لكن اذا ملكت اعصابي على اخر لحظة وبلعت كل مشاعر الغضب اللي كانت جوايا وقلت لها لا يا حبيبتي ما فيش بنت محترمة بتدخن. انت كده ما شفتيش تربية

ولا مجتمعنا بيقول ان البنت عادي انها تدخن. اللي بيعملوا كده دول هم البنات اللي ما اتربوش. فعادي انها تدخن

اللي بيعملوا كده دول هم البنات اللي ما اتربوش. زي ما قلت لك من شوية. ازن يعني او على حد علمي انك متربية. انا متربية غصب عنك. ومش معنى انك اختي الكبيرة اني هسمح لك تهينيني بالشكل ده. لا يا ماما. انا عمري ما هسمح لك بحاجة زي دي

طيب طب اسمعي بقى قسما بالله يا ماسة لو ما اتعدلت ومشيت عدل لهقول لبابا..

 

يتبع..

او قم بنسخ الرابط وانشرة اينما كان
محتوى بالعربي

هذا المحتوى ملك للمسؤول
arab-blog.com موقع

© arab-blog.com. كل الحقوق تعود الى محتوى بالعربي. صمم ل محتوى بالعربي