مكانة المعلم

اليومعلم كلمة السر في بناء كل الحضارات، وهو البستاني يغرس في عقول الأجيال أفكار التنوير، ويزرع في هممهم عزائم البأس والقوة، وينتزع الأفكار الهدامة ويحطمها تحطيما.

إن أمة لا تعرف للمعلم قدره كورقة في مهب ريح عاتية تتلاعب بها حتى تهوي بها في مكان سحيق، ولعل الواقع المؤلم الذي يعيشه عالمنا الثالث خير دليل على ذلك، والمعلم الذي لا يعرف شرف مهنته ولا يرقى لمستواها مرض عضال خبيث في جسد أمته، يشوه بالسموم أفكارها، ويعطل عن المعالي مسيرها، لهذا حق على كل أمة تحترم حاضرها، وتعتز بماضيها، أن تجعل مكان معلميها - حيث يعملون - فوق هامات الرؤوس، وفي أعماق أعماق القلوب، فتجعل بذلك منهم مشاعل أنوار، تحارب بها ظلمات الجهالة، ومحركي همم يقودون مجتمعاتهم إلى مستقبل مستنير، ولا تبخل عليهم إلا بقدر بخلها على نفسها وأبنائها بالسعادة والريادة.

كل عام ومعلمون بألف ألف خير وسعادة، أدامكم الله روادا وهداه، وأدامنا بين أيديكم طلاب سؤدد ونجاة