لوحة للفنان الفرنسي جورميه ،تم عرضها في باريس وطرح عليهم أنه من عرف المقصود من اللوحة أعطيته أياها هدية، ولم يستطع أحد معرفة مغزى الصورة إلا رجل بسيط يعمل كخباز، حيث كانت قراءته لللوحة كالتالي:" الخدم ينفذون الأوامر التي تطلب منهم حتى وإن كانت سخيفة أو غبية أو جنونية، ليستطيعوا كسب عيشهم."
لكني وبخصوص هذه اللوحة ومغزاها قراتها قراءة ثانية واردت ادراجها كمقال أوضح فيه بعض الأمور الحياتية والسلوكيات الإجتماعية التي نحياها في مجتمعنا.
الحديث هنا يتركز على أرباب الشركات والمصانع والمتاجر وحتى لا أطيل في عدهم اختصر وأقول أن حديثي أقصد به كل من يستخدم آليات بشرية ويعاملها معاملة غير إنسانية.
يقولون بأن العمل عبادة ويقولون إن العمل ليس عيبا ويقولون ويقولون لكني أقول وقولي من قول خير البرية عليه صلوات ربي وسلامه، الذي قال (علموا أولادكم التجارة ولا تعلموهم الاجارة) أليس من الحكمة أن يقول هذا وهو الذي علم البشرية مكارم الاخلاق!
فإذا قلنا العمل فنحن لا نعني به أن نكون مستعبدين لدى من يستخدمنا؛بل نحن أحرار منذ خلق الله البشرية ولا نعبد غير الله فلا يحق لإنسان مهما كان أن يحتقر نفسه أو يرضي بالذل والهوان من أجل لقمة العيش لأن الله هو الرزاق ذو القوة المتين.
فما دام الله هو المكلف بالارزاق فكل المستخدمِين على وجه الأرض ما هم إلا أسباب جعلها الله تحت خدمتك بمعنى أوضح أنت تخدمها وهي تخدمك وهذه هي سنة الله في كونه وما دون ذلك يعتبر خرق لسنة الله وجب فيها العقاب.
بعض أرباب العمل يستغلون فقر الناس وهذه نقطة حساسة وموجودة بكثرة في مجتمنعنا بحيث تجد رب العمل يستغل موظفيه أو عماله استغلالا جسديا ومعنويا بدعوى أنهم بحاجة إلى تلك الدريهمات التي يتقاضونها كل شهر؛ وكلنا يعلم الكم الهائل من الاغتصابات التي تحدث في بعض المعامل ببلدنا نتيجة ضعف الضحية ماديا فيضطر صاحب المعمل أو المشرفين عليه باستغلال هذا الضعف والتحرش بالنساء العاملات بشرف والاعنداء عليهن جنسيا بكل وقاحة.
ختاما:
يجب على الجهات المختصة بطرح هذا المشكل واعطاءه حيزا من المسؤولية ومعاقبة كل الاستغلاليين طبقا للقوانين الجاري بها العمل كما على كل عامل أو عاملة أن يحافظ على شرفه وكرامته ويعلم علم اليقين بأن الله هو الرزاق؛أما أرباب الأعمال ورؤساءها يجب أن يخافوا الله في الفقراء من العمال ويعلموا أن "غذا لناظره قريب"
بقلم: عبد الواحد اجليفي